يناير 2020
أحمد منصور المهندس ذو الثلاثة وعشرين عاما والمؤسس والمدير التنفيذي للشركة العقارية castle development يتولى مقاليد الشركة من والده، والذي سريعا دخل سوق العقارات.
انضم للشركة بعد حصوله على درجة البكالوريوس في الهندسة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري،وتخرج الثاني في دفعته. جلست ريم تامو من النجمة مع منصور لسماع كل شئ عن قصته.
لدى منصور إعجاب شديد بوالده طه منصور الذي كان دائما مصدر إلهامه العظيم، والده هو رئيس شركة castle development والشركات الشقيقة، وهما مجموعة مصرية العالمية (MIG) و ashi & bushnag company(ABC)، وكلا من الشركتين الشقيقتين شركات بناء معروفة.
يقول منصور عن ميراثه من والده: “لقد مرر لي معرفة كيف يجب أن يكون العمل، على الرغم من أنه صارم للغاية فهو أيضا شخصية مرحة جدا، كل شخص يعمل معه يحبه، وهذا ليس شيئا سهل تحقيقه، هو متحمس للغاية تجاه عمله ودقيق فيما يحب ويكره، وأنا أقدر هذا تماما، أنا أقدر نزاهته وتفانيه في العمل للغاية”
محمد إدريس قدم الكثير من الإلهام لمنصور، محمد إدريس هو شريك والده والمدير العام للشركات، على الرغم من أن إدريس على النقيض تماما من والد أحمد كانت شخصياتهما تكمل كل منهما الآخر.
يقول منصور: “كنت أحاول لفترة طويلة أن أحدد أي منهما أريد أن أكون مثله، ثم أدركت أنه يجب فقط أن أركز على نفسي وأن أكون ذاتي، أنهيت كوني متأثر بهما بهذا القدر وأكون صادق مع ذاتي وما أنا عليه، أنا متفائل أن طبيعة شخصيتي مع ما استفدته من علاقتي بوالدي وشريكه أستطيع قيادة castle development في الإتجاه الصحيح.
في البداية كان من المفترض بعد تخرج منصور أن يعمل في الشركتين المؤسستين بالفعل وهما MIG and ABC، وعلى الرغم من ذلك اختار أن يبدأ منفردا متأثرا بحماس الشباب، وعمل في وظائف في مختلف الشركات متعددة الجنسيات من أجل اكتساب الخبرة قبل انضمامه إلى castle development.
ويتذكر منصور: “ABC كانت كبيرة للغاية بعد تخرجي؛ لذلك بشكل افتراضي كان من المتوقع أن أعمل هناك، لم أكن أريد أن أكمل العمل في سعودي وكانت لدي تلك الرغبة في القيام بشئ ما من أجل دولتي، ووضع كل قدراتي لجعل دولتي تنمو مجددا بعد الثورة”
أخذ أحمد على عاتقه تأسيس castle landmark في مصر، صمم على أن يحصل على ما يريده ولا يأخذ كلمة “لا” على أنها رد؛ حيث ذهب فعليا لطرق أبواب الجهات الحكومية مع عروض للعمل، يقول منصور وهو يؤمن إيمانا راسخا أنك يجب أن تعاني حتى تصل لما تريده قائلا: “أحب أن أفعل كل شئ بنفسي، ولا أحب أن تجلب لي الأشياء ببساطة. واحدة من تجاربي في محاولة الحصول على وظيفة وفي ذلك الوقت بدأت حقا أصاب بالاكتئاب في البداية؛ حيث ذهبت إلى شخص ما أردت أن يكون بيني وبينه عمل فطردني من مكتبه، بالرغم من أني كنت بائس للغاية ظهرت أمام بابه في صباح اليوم التالي، حتى يومنا هذا ذلك الرجل يأتي إلي ويريدنا أن نعمل سويا”.
منصور رجل أعمال متفاني لا يترك عملا وراءه، بالرغم من أن شركته لا تزال في السوق منذ أقل من عامين فهي بالفعل قوة لا يستهان بها، واحدة من أهم استراتيجياته الأساسية التي قد ساعدت في صعود شركته للصدارة هي استخدام خامات مميزة ذات جودة أعلى من الشركات الأخرى في المجال.
تتمتع شركات التعمير الشقيقة الأخرى أيضا بسمعة جيدة في إنهاء أعمالها مبكرا قبل مواعيدها النهائية المتوقعة.يقول منصور: “لم أتوقع أبدا وصولي لأي جزء حققته في castle developmen؛ لأننا في السوق منذ أقل من سنتين وأعلم أننا لسنا واحدة من أكبر عشر شركات في المدينة ولكن هذا شئ أطمح إلى تحقيقه في المستقبل القريب، لقد كنت أسمع ردود فعل إيجابية للغاية عن castle landmark، أعتقد أن هناك الكثير يمكن فعله بالنية، الأمل، وتخيلك لأحلامك”
لقد ذكر منصور: “إن المهندسين يفكرون باختلاف؛ يحللون كل شيء خاصة في النواحي المتعلقة بالأعمال، أعتقد أن معظم رجال الأعمال العظماء في مصر هم في الأصل مهندسون”
أكد على أن المهندسين لديهم طريقة معينة في التفكير وموهبة لصنع حسابات مثالية ليس فقط عند بدء مشروع جديد، لكن أيضا عند تقييم الناس والأعمال.
بعد أن كان جيدا في الرياضيات والرسم أثناء نموه قرر منصور الالتحاق بمجال الهندسة؛ لأنه رأى نفسه في هذا المجال، يمكنه استخدام كلا من حبه للأرقام وكذلك موهبته في الرسم، بالرغم من أن عائلته كانت في مجال التعمير والهندسة لم يكن هناك ضغط بالطبع على منصور حتى يدخل إلى هذا المجال؛ ما دفعه تجاه مجاله كان فقط شغفه.
بالتأكيد إن الطريق للنجاح يبدأ بحلم كبير؛ حيث ذكر منصور: “من خلال تصور أحلامك ستكون قادرا على إظهارها، حتى تحقق ما تتمناه يجب أولا أن تتخيل طموحك كأنه الضوء في نهاية النفق، وتحديد كيف تصل إلى هناك، وتتوجه بقوة نحو هذا الشعاع”
أكد منصور أن أي شئ ممكن لو كان لدى الشخص القناعة؛ لأن لا يوجد شيء مستحيل سواء على المستوى الشخصي أو العملي، بالإضافة إلى ذلك فهو يؤكد على حاجة كل شخص أن يفهم أين يقف حاليا في هذا الموقف حتى يعلم ما يحتاج للقيام به وأين يريد أن يقف في النهاية، يقول منصور: “لن أستطع أن أصل للقمة لو لم أعلم أين أقف حاليا، لكن لو علمت ما هي مكانتي وأين أقف، وكان لدي الثقة فيما أقدر على فعله؛ عندها لن يستطيع أي شئ إيقافي”.
يحب منصور أن يكون كل شئ في مكتبه مرتب بطريقة محددة مع اهتمام بالتفاصيل، يقدر منصور أن يتواجد فريق عمله في بيئة صحية مع الحفاظ على أفضل المشاعر في المكتب من أجل أداء إيجابي، تركيزه على أن يوظف شباب وحديثي التخرج يعني أن دائما ما ستكون هناك أفكار مبدعة وحيوية يتم تقديمها، وهذا المستوى من الحماس في بيئة العمل يبقى مرتفعا. كثير من نجاح الشركة كان أيضا نتيجة لعلاقاته الودودة مع فريق عمله، وتكوين صداقات معهم والتي تتجاوز ساعات العمل الرسمية.
فريق عمل منصور الشبابي يجلب طاقة هائلة ولديها تأثير إيجابي على شركته. شركائه الشباب يشاركونه نفس سلوكه الحماسي، ويرحبون بعرض الأفكار الجديدة المتعلقة بسوق العمل المتغير. يقول منصور: “الإبداع والعقول الشابة المفعمة بالحيوية التي يجلبها هؤلاء الشباب للمكان توفر طاقة لا تضاهى تساعدنا في الطريقة التي نقوم بعملنا بها”. يحترم منصور حتى وقتنا الحالي الخبرة التي جلبها لهم الجيل القديم للشركة، ركز على أهمية الاحترام المتبادل الموجود بين فريق العمل الأكبر والأصغر سنًا مع إدراك الجميع لفوائد العمل معًا.
يمزح منصور قائلا: “المصريون أذكياء جدا، أحيانًا يكونون أذكياء جدا عند مصالحهم الخاصة؛ حيث إنهم يحققون نتائج فعالة عندما يضعون عقولهم في عملهم ويبقون بعيدا عن المسائل الشخصية”.
بالتركيز على سوق العقارات المصري به الكثير من المطورين الراسخين، الذين كانوا بالنسبة لمنصور تحديا في البداية. كانت المنافسة الشرسة تعني فقط أن يعمل بجدية أكثر وأن يكون أكثر إبداعا.
بينما كان بعض المطورين مترددين في العمل مع الحكومة رأى منصور أنها فرصة أدت إلى ضخامة المشروع العظيم في العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، صرح منصور: “لم أكن أستطيع أن أتخذ قرار أفضل”. لديه فلسفة بأنك إذا استخدمت كل شيء لصالحك ووضعت عينيك على النصف الممتلئ من الكوب؛ ستنفع نفسك والآخرين من حولك.
بينما يستمتع بالعمل في مختلف المشروعات يذكر أنه يستمد كثير من الرضا من المشروعات التجارية وليست السكنية، على الرغم من أن السكنية أكثر ربحا فهو يستمتع تحديدا بالعمل في الساحات التجارية.
بالرغم من تفاني منصور في العمل فهو أيضا رجل له عائلة، يحب قضاء وقت مع عائلته في منزله. تتضمن هواياته العديد من الرياضة منها الاسكواش، الكونج فو، الفنون القتالية المختلطة وكرة القدم. يستمتع أيضا بالذهاب إلى رحلات ركوب الدراجات ويذهب في الصباح كل يوم جمعة للركض مع مجموعة من أصدقائه، الذين تجمعهم صداقة لأكثر من ثماني سنوات.
يقول منصور: “أنا متفاني للغاية في عملي، وأحب دائمًا أن أراقب كل التفاصيل التي تؤثر على عملي للتأكد من الجودة المثالية. إذا كان هناك خوف يقودني فهو الخوف من الفشل، ولا أقصد الخوف من خسارة المال. أشعر أن طموحي للنجاح يقودني دائما حتى أدفع نفسي للتفوق”.
مصور:خالد فضة.
منسق ملابس:هدى وهبي.