يونيو 2020
نحن متحمسون لتقديم أبرز ثلاثة أسماء في تصميم الديكور الداخلي في مصر للحصول على قصص مميزة منهم، لقد تابعنا أعمال هؤلاء المصممين المميزين محمد بدر وحسام نبيل وأحمد حسين خلال السنوات السابقة، وظهروا على غلاف المجلة في مناسبات مختلفة، بينما لدى كل منهم أسلوبه الفريد في التصميم، فجميعهم رواد حطموا أرقام قياسية من النجاح في هذا المجال. ألتقى عز التركي مع نجوم غلافنا الرائعين ليعرف منهم ما يفعلوه مؤخرا.
محمد بدر
مصمم يسعى للمثالية
بعد أن أسس دار التصميم الخاص به عام 1995، ظلت شركة بدر”MB DESIGNS” تزدهر منذ خمسة وعشرين عام، على الرغم من التحديات العديدة التي تعرض لها المجال على مدار السنوات، كان بدر قادرا على التغلب عليها والتكيف مع المتغيرات في المجال، مع الحفاظ على وظيفته متجددة وممتعة لنفسه وموظفيه.
مصدر إلهام بدر للتصميم هم مصممين عظماء مثل: “philippe starck” و”cappellini” الذين أثروا على أسلوبه الخاص، فهو مزيج من التصميم المعاصر والحديث، يفتخر بدر بقدرته على التصميم للعملاء ذوي الأذواق المختلفة ومهارته في مزج الأساليب المختلفة لإنتاج تصميم مختلف لكل عميل، بغض النظر عن أسلوبه الشخصي المفضل له.
يوضح بدر”من الضروري أن تتابع ما يتعرض له مجال التصميم الداخلي من تغييرات عالميا؛ لمواكبة الاتجاهات العالمية التي تتغير دائما، هذا جزء مهم مما نفعله وهو كيف نبقى مميزين عن غيرنا”، أضاف بدر”ليس كل المصممين قادرون دائما على التكيف بسهولة مع اتجاهات المجال الجديد، القراءة المستمرة تلعب دور مهم في ذلك؛ لأن التصاميم كالكتب تروي قصص”
واصل بدر إثبات قوته التي لا يستهان بها منذ لقائنا في يوليو الماضي؛ فهو يفتح آفاق جديدة في كل مشروع يقوم به، خاصة في مشاريعه التجارية وبالتحديد مشاريع المأكولات والمشروبات والعلامات التجارية المعروفة في مراكز التسوق، يضيف بدر” المشاريع التجارية عادة ما تكون صعبة كالألغاز؛ يتوجب عليك جمع القطع معا حتى ينجح التصميم ويبدو مميزا أيضا”.
لا يخشى بدر التحديات بل تحفزه أكثر، قائلا: “المشاريع التجارية بها العديد من التحديات ولكنها تدفعني أكثر للأمام، يتم تنفيذ معظم هذه المشاريع في المساحات المستأجرة؛ لذلك فإن العميل لديه إطار زمني قصير نحتاج إلى الالتزام به، نحن نعمل على المشاريع التجارية منذ 1995؛ لذلك نعلم جيدا كيفية التعامل مع تلك المشاريع”، لم يقتصر عمل بدر على المشاريع التجارية، وعمل على مشاريع لتصميمات سكنية استثنائية أيضا خلال العام الماضي، توسعت سنداته السكنية في”معمار المرشدي”، “palm hills “uptown cairo.
الحفاظ على الطاقة الإيجابية في المكتب شئ هام جدا لنجاح بدر، قائلا: “يتكون مكتبنا من أكثر من 24 موظف، ومن المهم أن يشعر جميعهم كأنهم عائلة واحدة، تعاوننا مع المقاولين والموردين مهم جدا أيضا للحفاظ على أن يبدو كل شئ جديد ومختلف، نركز دائما على أن نبقى حيويين ونحافظ على حافزنا لبقاء عملنا قوي مهما كان الأمر”
حرص بدر على الحفاظ على علاقته الوثيقة بأعضاء فريقه أثناء الوباء وعمل الجميع من المنزل، أهتم بأن يبقى على اتصال مع أسرته في العمل قدر المستطاع يوميا من خلال الاجتماعات عبر الأنترنت، يؤكد بدر على ذلك قائلا: “لقد كنت أتعامل مع فريقي أكثر من أي وقت مضى مؤخرا ويتوجب علينا فعل ذلك؛ حتى نتمكن من الحفاظ على الإلهام ومواصلة تقديم أفضل ما لدينا، من الجدير بالذكر أن الوباء أثر على طريقة عملنا في المشاريع السكنية؛ لأن الناس غيروا الطريقة التي يرون بها منازلهم، لقد جعل الحجر الناس يدركون أهمية التصميم الداخلي العملي”.
ظل بدر متفائلا برغم هذه الظروف الصعبة وتطلع إلى أن يتحسن كل شئ قريبا، وأضاف” أفكر دائما بإيجابية، أؤمن أن أيا كان ما يحدث فهو لسبب ما وأفكر كيف يمكنني التعلم والتطور من أي موقف، أنظر للأحداث الصعبة على أنها فرص للتغيير والتطوير”
حسام نبيل
الفخامة مع البساطة
يرجع حب حسام نبيل للتصميم والفن بشكل عام إلى سنوات مراهقته، قائلا: “اعتدت على رسم كل ما أراه، سافرت بمفردي منذ سن الخامسة عشر، أحببت زيارتي إلى باريس، لندن وأمريكا وكل هذه الرحلات ألهمتني خلال نشأتي، يجذبني كل ما جديد ومختلف ويحصل على تركيزي بالكامل، عندما كنت صغيرا كان كل شئ يؤثر في وأرتبط به”.
نبيل اليوم واحد من أبرز مصممي الديكور الداخلي في مصر، معروف ببساطته الممزوجة بالأناقة، في حين أن أسلوبه غير متأثر بمصمم عالمي معين، فهو يذكر أن زها حديد، ميشيل جرافز من ضمن كثير من المصممين والمهندسين الذين ألهموه خلال نشأته.
ذكر نبيل عند وصف أسلوب تصميمه أنه عصري وفخم يجذب الأنتباه، قائلا: “أحب الكثير من الأشياء المختلفة، أحب التصميم الكلاسيكي لكن إذا لم يكن مختلف سيشعرني بالملل، أحب أيضا التصميم الذي يعتمد على انتقاء أنواع مختلفة من الأساليب معا، والشئ المشترك في كلاهما أنهما مختلفان ومميزان بطريقة ما، أحاول أن أبتعد عن التقليدية بقدر ما يمكنني”
أشتهر نبيل كمصمم متطور دائما يتمتع بقدرته الفريدة على خلق هذا المزيج من الفخامة مع البساطة، يقول نبيل: “لقد كان لدينا الشرف للعمل في العديد من المشاريع العام الماضي، خاصة فيما يتعلق بالضيافة والفنادق الكبيرة، نحن على وشك العمل أيضا على مساحات مكتبية للمصانع والشركات الكبرى، لقد أنهينا أيضا أعمال سكنية في”katameya heights” والعديد من المناظر في” swan lake” ، وكذلك العديد من المنازل الصيفية”
أصبح نبيل يعمل من المنزل كغيره من المصممين المحترفين أثناء الجائحة، معلقا “لقد تغيرت وجهة نظري تماما عن العمل”، تحدث عن تأثير جائحة كورونا على عمله قائلا: “كنت أعتقد أن العمل يجب أن ينفذ كما يقول الكتاب؛ أن تذهب للمكتب وتعمل أمام مكتبك محاطا بفريق عملك، لكن ما اكتشفته أن كل شئ يمكن إنهاؤه بسهولة من البيت، مع الحفاظ على نفس أخلاقيات العمل، يوفر العمل من المنزل الكثير من الوقت خاصة أنك لست مضطرا للسفر ذهابا وإيابا، وهذا شئ لم أفكر به من قبل”
يقضي نبيل وقته عندما يكون متفرغا من مشاريعه في تنمية موهبته، فبالنسبة له أن التعلم عملية لا تنتهي أبدا بغض النظر عن مدى نجاح المصمم؛ القدرة المستمرة والاستعداد للتعلم دليل على الفنان الحقيقي، يقول نبيل: “أصبح لدي الكثير من الوقت في المنزل خاصة لأنني لم أعد أخرج كثيرا بعد الآن، أجد نفسي أبحث كثيرا في مجالي حتى أرى الصيحات الجديدة وللقراءة عن المواضيع المختلفة؛ وهذا علمني الكثير، أحرص مؤخرا أن أخصص ساعة يوميا لمجرد البحث عن تصميمات وأشياء جديدة للتعلم منها، لقد جعلت من هذا أولوية لأدخلها في روتيني اليومي الجديد، لقد أوضح لي حقا ما أريد أن أفعله بعملي الخاص في الشهرين المقبلين”
كان نبيل مصرا على تقديم رسالة إيجابية للناس في مصر وحول العالم في نهاية مقابلتنا، كمحاولة لرفع الروح المعنوية في هذا المناخ المليء بالتوتر والخوف، قائلا: “إن الحياة تمضي ولا تتوقف أبدا وعلينا أن نتأقلم حتى نظل مبدعين وسعداء؛ لأننا إذا أصبحنا سلبيين فلن نحقق شئ، قد تكون الحياة صعبة أحيانا وكذلك العديد من الأشياء من ضمنها العمل، يبدو مرهق وكأنه لا ينتهي أبدا ولكن دائما أذكر نفسي بأن كل شئ يمضي”
أحمد حسين
التصميم بدافع الحماس
لقد مر عام منذ أن جلس المصمم أحمد حسين في مقابلة مع إنجما، يكثف أحمد حسين وشركته مشاريعهما ويواجهان تحديات جديدة وأكبر منذ ذلك الحين، معبرا عن ذلك قائلا: “لقد كان العام الماضي مختلفا ومجنونا عن أي عام آخر؛ بدأنا في تنفيذ مشاريع سكنية أكبر ورأى عملائنا ما نحن قادرون على تحقيقه، وأعطونا ثقتهم الكاملة أكثر من أي وقت مضى، لقد عملنا أيضا مع مجموعة من المشاهير وممتن جدا لكيفية سير العمل بيننا”
بينما يفضل بعض المصممين العمل على المشاريع التجارية، يميل حسين للعمل على المشاريع السكنية، ووضح” أشعر أن المنازل والمشاريع السكنية تروي قصص أكبر، أرى أيضا أن التصميم التجاري مثيرا لكنني أفضل تصميم المنازل”، إن حسين فخور بمشروعيه السكنيين الضخمين، منزل الممثلة ياسمين صبري والمذيع عمرو أديب، ووضح أهمية جلوسه مع عملائه والتعرف عليهم جيدا؛ فهو بذلك ينتج تصميم يتناسب مع شخصياتهم أسلوب حياتهم.
يتحدث حسين بتواضع “يكمن نجاحنا في ردود الفعل التي نتلقاها من العملاء وكيف يتحدثون عنا باعتزاز، ومع ذلك لازلت أشعر أن ذلك ليس كافيا، أنا شخصية تسعى للمثالية بطبعها ومن المضحك جدا أني أحب المشاريع التي أعمل عليها، ولكن عندما أنظر إليها بعد سنوات أرى أنها ليست جيدة للغاية، وأعتقد أن هذا يعني أنني أتطور وكذلك أسلوب تصميمي، هذا يجعلني أشعر أنني أقوم بالشئ الصحيح”، يضيف حسين: “بالرغم أن ذلك يجعلني قاسيا جدا على نفسي، فأنا أعتقد أن هذه سمة جيدة؛ الاعتراف بالأخطاء والعيوب يترك مجالا للتحسين المستمر، ويعطيني فرصة للتعلم”
يسعى حسين باستمرار للحصول على الإلهام من العالم حوله، يحب زيارة الدول والأماكن المختلفة موضحا” أحب السفر، وأركز على كل تفصيل في كل مكان أزوره سواء كان مطعم أو أثر تاريخي ذي بنية مذهلة، عين المصمم كالكمبيوتر؛ تحفظ كل المعلومات التي تراها في حياتك اليومية وتخرج ذلك في تصميماتك، ينعكس كل شئ أراه واختبره على تصميماتي”
وضعت الجائحة على حياة وعمل حسين الكثير من القيود هذه الفترة، لكنه اختار أن يركز على الجانب الإيجابي من ذلك كله، بالرغم من أن العمل من المنزل كان صعبا جدا، فإن حسين يرى أنه برغم صعوبته قد أتى العمل من المنزل بالعديد من المزايا، ولا يتوقف ذلك فقط على فريقه الذي أصبح أكثر إبداعا من أي وقت مضى، بل سمح له العمل من المنزل أن يركز مع عائلته ويخفف عن نفسه ضغط العمل، ومن خلال الالتزام بجدول زمني معين، يجد حسين نفسه يحصل على قسط كافي من النوم والوقت الرائع مع عائلته، وينجز جميع أعماله في نفس الوقت، يضيف حسين” أنا مقتنع بأن العمل طوال اليوم في كل الأيام شئ غير صحي بالمرة، ويضع عبء ثقيل على الشخص؛ لذلك حاولت إنشاء روتين صحي، يفشل أحيانا وينجح في أوقات آخرى ولكني أحاول”
بالنظر إلى ما ينتظر حسين في المستقبل فهو وفريقه يضعون خطة عمل لخمس سنوات مقدما، يوضح لنا حسين قائلا: “نخطط الآن لتوسيع شركتنا للحصول على فريق أكبر والانتقال إلى مساحة أكبر، كان من المفترض أن نقوم بذلك في 2020 ولكن تم تأجيله لسنة2021 بسبب الظروف الحالية، نأمل أيضا للعمل على مشاريع كبرى في المستقبل، ونتوسع في دبي وقطر والكويت حيث نعمل هناك بالفعل على مشاريع متعددة، هناك أيضا مشروع مهم قادم في فلوريدا بالولايات المتحدة وسيكون ضخم جدا”