أكتوبر 2020
إن مجال العقارات من أكثر المجالات تنافسا في مصر، خاصة مع الدخول المستمر للمطورين، دخلت شركة inertia السوق عام ٢٠٠٧، وأصبحت من الرائدين في مجال العقارات في غضون١٣عام، نفذت العديد من المشاريع المبتكرة، تفردت النجمة بحوار مع رؤسائها التنفيذيين أحمد العداوي وحسين رفاعي بعد نجاح شركة inertia المبهر على غلافها في نوفمبر٢٠١٧، إننا سعداء بلقاء المدير التنفيذي أحمد العدوي في عدد هذا الشهر للرجال الناجحين، ليكون مثال ملهم لرجل أعمال شاب غير وجهة البلاد، جلس عز التركي مع أحمد العدوي في مقابلة حصرية من مقر الشركة الأنيق بمدينة الشيخ زايد.
وها هي مقتطفات من المقابلة الرائعة:
هل يمكنك أن تلحقنا بتطورات شركة inetria منذ لقاءنا عام ٢٠١٧؟
تتطور وتنمو شركة inetria بطرق مختلفة، لقد تضاعف عدد العملاء لأربعة أضعاف منذ عام٢٠١٧ وكذلك قاعدة عملائنا، لقد أنجزنا الكثير من الأشياء على المستوى الداخلي، ابتداء باستراتيجية إدارة واضحة للغاية والتي نجحت الشركة بأكملها في التأقلم معها، تطورت الشركة إلى ذلك الحجم الكبير الذي تطلب أكثر من إدارة ذاتية، واستراتيجية إدارتنا واضحة لكل الفريق، لم يكن بمقدورنا التكيف بهذه السهولة عند لقاءنا في المرة السابقة.
هل تعتقد أن مجال العقارات تغير في السنتين الماضيتين؟ وإذا نعم فكيف؟
نعم بالطبع، هناك الكثير من التغيرات التي حدثت؛ لقد تم بناء مدن جديدة وتجديد البنية التحتية لطرق الدولة؛ وبالتالي أزداد تنقل الناس، لقد قلت المنافسة في مناطق معينة على الرغم من وجود العديد من المطورين المحترفين، وفي حالات أخرى لقد أصبح السوق مجزأ أكثر سامحا للمطورين التواجد وزيادة نسبة المنافسة هناك، هذه الأيام يمكنك الاستفادة كثيرا أيضا من العمل مع الحكومة في تنفيذ الرؤية الموضوعة للدولة ،وبناء ما هو في قيد التقدم بالفعل.
لقد أصبح السوق أكثر تحديا بشكل عام، ارتفعت تكلفة الأراضي وأعمال البناء والصناعة، بالإضافة إلى ذلك لقد أدت إزالة الإعلانات و دعم الحكومة إلى ارتفاع تكلفة المنتج النهائي، سيكون صعبا على الناس تحمل تكاليف المنتج بدون الارتفاع المناسب في الدخل؛ لهذا السبب نحن في حاجة لحلول دفع مختلفة، مثل: فترات تقسيط طويلة والتي بدورها تضع عبء كبير علينا كمطورين، في نفس الوقت أصبح كل من المطورين والمستهلك النهائي عمليين وعصريين تجاه الوحدات الصغيرة، التكيف السريع مع التغيرات الجديدة هو التحدي الحقيقي للمطورين، المطورون المحترفون الذين لم يستطيعوا التكيف مع المتغيرات السريعة خلال العامين السابقين اختفوا من السوق، يتطلب تطوير العقارات اليوم ردود فعل أكثر مرونة وسرعة؛ العالم يتغير بسرعة.
عمل الشركة يتضمن التصميم، العمارة، وكذلك التطوير، كيف تدير هذه المناطق المختلفة معا؟
في البداية كانت الشركة للتصميم والاستشارة، والتي مازالت موجودة ككيان منفصل حتى اليوم، لدى الشركة كيانين وهما: شركة البناء وشركة التطوير العقاري، ويوجد تنسيق كبير بينهما، أنشأنا شركات تابعة لكياني الشركة، لقد أسسنا شركة فرعية تركز على الأساسات وأخرى على التشطيبات في جانب البناء والتعمير؛ وساعدنا ذلك أن نكون أكثر فاعلية من حيث التكلفة، أما على صعيد التطوير العقاري تتخص الشركات التابعة في الجوانب التجارية المختلفة، لدى كل شركة تابعة مركز تكلفة و ربح خاص بها؛ حتى نحقق هدفنا الأساسي وهو أن نكون قادرين على المنافسة، يعرفنا عملائنا بأننا شركة للتنمية والتطوير العقاري.
ما الذي يميز شركة inertia عن باقي الشركات؟
المميز حول الشركة أنها أكثر ريادة مقارنة بمعظم الشركات، ويتطلب التطوير العقاري الكثير من المال خاصة في سوق لا يشجع ريادة الأعمال، بالرغم أن معظم الرائدين في مجال العقارات من رجال الأعمال الأثرياء والشركات الحكومية، والبنوك والجيل الثالث من الشركات العائلية المرتبطة بأعمال البناء والعقارات، ولكن شركة inertia مختلفة تماما؛ بدأنا بموارد قليلة للغاية وفي غضون إثنى عشر عام نجحنا في وضع بصمتنا في السوق.
يرتبط نجاحنا بالطاقة الإيجابية للشركة وفريقها أكثر من نموذج أعمالها أو الاختيار الذكي للأراضي، في الواقع إن فريق الشركة هو الجزء الأصيل والرئيسي؛ يتحملون عبء العمل و جديرين بالثقة، يحتاجون فقط إلى القليل من الإرشاد، فإنهم الأبطال الرئيسيين في شركتنا، بيئة عملنا مريحة وودودة، وفريقنا مفوض للتصرف بحرية في مجالهم ويتم تشجيعهم على الاستجابة السريعة نحو المتغيرات، نأمل أن نبقي الأمر على ذلك النحو؛ فهذا ما يميزنا عن غيرنا من المنافسين.
هل لاحظت أي تغيرات في التنمية العقارية؟
لم نمتلك الموارد الكافية في البداية؛ لذلك عملنا على التنمية الفرعية بالتعاون مع المالكين كمطوريهم، وسمح لنا ذلك تحقيق أقصى استخدام لمواردنا مع أقل ميزانية ممكنة، وبناء عدد كبير من المشروعات، لقد أصبحت التنمية الفرعية الاتجاه الجديد هذه الأيام، على سبيل المثال كانت شركتنا هي المطور الفرعي والعقاري الأول الذي عمل في الجونة، وفي يومنا هذا هناك خمس أو ست مطورين فرعيين، محدودية المال والموارد هي السبب في زيادة التنمية الفرعية هذه الأيام الحالية، لا يهتم المستهلك النهائي اليوم عما إذا كنت تمتلك الأرض أم لا، بل يهتم فقط بتسليمك المنتج النهائي في الوقت المحدد، لا ينظر المستثمرين في أسهم الشركة على الأرض التي تمتلكها الشركة كما كانوا ينظروا لها من قبل، بل يقيمون الشركة اليوم بالنظر إلى فريق عملها وإدارتها، لقد تغير كل شئ في المجال.
لقد ربحت العام الماضي جائزة رائد أعمال العام ، في رأيك لماذا حصلت عليها؟
لا أعتقد أن الجائزة كانت لسنة٢٠١٩ وحدها، فنحن نراه تقدير لما حققناه من إنجازات في العامين السابقين، خاصة في السوق الذي كان عصيبا على رواد الأعمال، لقد أثر الاضطراب المستمر في مجال العقارات، سواء كان مرتبط بالتصريحات أو الترخيصات أو غيرها من الأشياء، سلبا على الشركات من حيث تأخر المشاريع والمشكلات العامة التي يواجهونها، منحنا الجائزة تقديرا لنموذج شركتنا الناجح الذي يثبت جدارته بعد كل اختبار.
ما النصيحة التي تود أن تعطيها لرواد الأعمال الصاعدين؟
سأركز على أهمية استمرارية النجاح، الذي يتطلب مستوى عالي من الإصرار؛ بسبب كثرة التحديات التي ستواجهها بأقل الموارد مقارنة بتلك الخاصة بالرائدين الراسخين في السوق، يجب عليك ألا تفكر وتفعل ما يفعله الآخرون؛لأنه ببساطة في معظم الحالات ستكون ظروفك أكثر صعوبة منهم، كل ما تحتاجه هو المثابرة والإبداع الكبير.
ما هي التغييرات التي تود أن تراها في صناعة العقارات المصرية؟
يوجد الكثير من التغييرات التي أود أن أراها بكل صراحة، واحدة منها هي زيادة توافر الأراضي للتنمية وهذا سيجعل الأسعار معقولة، شئ آخر وهو تقليل تكلفة التمويل، هذه العناصر ستساعدنا للغاية في إنتاج مشاريع ذات جودة عالية، يجب تخفيض تكلفة التمويل المصرفي بشكل كبير، فعلى الرغم من تخفيضه بنسبة 6% العام الماضي، فإننا بحاجة إلى الاستمرار في التخفيض، تحدد عيش المصريين في مساحات صغيرة نسبيا من البلاد؛ بسبب الكثير من القيود لسنوات عديدة، ولم يترك ذلك أي مجال للإبداع، أعتقد أنه بالرغم من بساطة المشكلات التي ذكرتها، فإن بمعالجتها وبقليل من المرونة في اللوائح والنظام يمكن تغيير البلاد.
ما هي المشاريع التي متحمس من أجل العمل عليها حاليا؟
أكبر مشروع نعمل عليه الآن هو “جيفيرا” في الساحل الشمالي، يبدأ التسليم بحلول عام٢٠٢١وسيعيش به الناس في عام٢٠٢٢، نحن نعمل باستمرار على المبيعات والبناء في الجزء السكني من “جيفيرا”، والأجزاء الأخرى تتشكل أيضا، لدينا بالفعل نماذج للفنادق والمستشفيات التي يتم الانتهاء منها، وقريبا سيرى الناس علامتنا التجارية الجديدة في التطوير خلال العام على أرض الواقع، نقدم أيضا نماذج جديدة لشقق للطلاب، ولدينا مشاريع أخرى قيد التنفيذ، فريقنا لتطوير الأعمال يعمل على تأمين قطع الأراضي وإنهاء العقود، بالإضافة إلى ذلك سنطلق مدينتين جديدتين العام القادم بمدينة السادس من أكتوبر.
كيف تحافظ على عصرية وإبداع الشركة عصري لضمان تقديم الجودة الأفضل؟
تتمحور الفكرة كلها حول أن نجاح الشركة هو نتاج للجهود الجماعية؛ لدينا فريق تسويق وتصميم وكذلك مدير فني عظيم يساهمون جميعهم في خلق المفهوم التنموي ويضمنون قابليته للتنفيذ، آلية عملنا تطلق جميع العناصر التي نحتاجها، نقدم من 40:50 مشروع إلى لجنة التنمية لدينا، حتى نطلق ثلاثة مشاريع فقط في السنة، والتي تختار الأفضل بينها والمعايير التي تستند إليها ليست معايير مالية فقط، بل تتعلق أيضا بالتوافق مع مفاهيمنا التنموية وتقديم خيارات مميزة، كيفية العمل والنتيجة النهائية من الأشياء التي نركز عليها لضمان جودة المشروع.