مثل من نوع خاص، لديه هدف واضح، هو يصدق تماما أن الفن له أغراض سامية، فهو يؤمن بهذه الفكرة ويعمل على تطبيقها بشكل عملي، لا يقبل أدوار من أجل المال أو الشهرة، كل دور قدمه لهدف ورؤية خاصة.

بعد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1989 حصل خالد على أول دروسه في التمثيل على يد المخرج العالمي يوسف شاهين، الذي اكتشف موهبته مبكرا، وأعطاه مساحات كبيرة في أفلامه التي حققت نجاحا كبيرا مثل فيلم “المهاجر” عام 1994 ونال خالد عن دوره في هذا الفيلم جائزة أفضل ممثل في مهرجان “الفيلم الإفريقي” ثم أعطاه مساحة كبيرة للمرة الثانية في فيلم “المصير” ونال عن دوره جائزة “حورس” كأفضل ممثل مساعد.

 بسبب نجاح خالد النبوي في تلك الأدوار كان للمخرج العالمي يوسف شاهين دورا هاما في تمهيد طريقه للعالمية.

 استكمل خالد خطواته بأعمال أخرى مثل “المواطن مصري” مع المخرج صلاح أبو سيف عام 1991 و”نحن لا نزرع الشوك” مع المخرج حسين كامل عام 1998 و”مسألة مبدأ” مع المخرج خيري بشارة عام 2003 مما أدى إلى جذب أنظار المنتجين في هوليوود، وكانت البداية مع المخرج ريدلي سكوت في فيلم “مملكة الجنة” ثم دور “حامد” في فيلم “لعبة عادلة” مع النجم شون بين والنجمة نعومي واتس وكان هذا الفيلم بداية علاقة صداقتة بالنجم العالمي شون بين.

مؤخرا عاد مرة أخرى لهوليود ليشارك في فيلم “المواطن” للمخرج سام أودي، يؤدي فيه دور رجل لبناني يسافر للولايات المتحدة الأمريكية بحثا عن الحرية والنجاح ثم يكتشف أن الأمر ليس بهذه السهولة وهو دور هام جدا في خطوات خالد النبوي نحو العالمية، الذي أشاد به الكثير من النقاد والصحف العالمية مثل “نيويورك تايمز” التي وصفته بأنه ممثل لا يقدر بثمن وتم تشبيهه بالممثل بنجامين برات ووصفوا أدائه بالصادق، والذي عاد على الدور بالإيجاب.

حاورته أمنية زايد لتعرف أكثر عن رحلته الفريدة من نوعها في السينما العربية والعالمية.

كيف حصلت على الدور الرئيسي في فيلم “المواطن”؟

“مكالمة تليفونية”، هذا ما يحدث معي طوال تاريخي المهني، مكالمة يليها إرسال السيناريو، وهذا ما حدث في هذا الفيلم، قرأت السيناريو وأحببت الفيلم، رسالته موجهة للعرب والأمريكيين في نفس الوقت؛ للغرب هي تغيير الصورة النمطية للشاب العربي، وليس كل شاب عربي إرهابي، وللعرب أن هذا الشباب المتعلم سيرحل من بلده إذا لم يجد الظروف المناسبة، شخصيتي كانت تعبر عن هؤلاء الشباب الذين تركوا بلادهم بحثا عن أحلامهم في الولايات المتحدة الأمريكية، والرسالة بوضوح هي حتمية وجود الحلم العربي، وفي حالتنا الحلم المصري، هذه القضية تشغلني طوال الوقت، أتمنى أن أقدم عمل يعبر عن الحلم المصري، يدعو الشباب للمشاركة في بناء بلدهم.

لماذا اهتم الصناع في هوليوود بفيلم من هذا النوع؟

هناك الكثير من المنتجين والمخرجين الأمريكان المهتمين بالقضايا العالمية والإنسانية، مثلا فيلم “مملكة الجنة” كان عن صلاح الدين والصليبيين، كانت رسالة الفيلم عظيمة جدا، تظهر حقيقة العرب، الفيلم من إخراج ريدلي سكوت وهو مخرج عالمي والفيلم من إنتاج شركة لها باع طويل في صناعة السينما “فوكس” وهو ما ساهم في نجاح الفيلم بشكل كبير، ونفس الأمر بالنسبة  لفيلم “لعبة عادلة” فكان يسلط الضوء على قضية مهمة، وهي الأكاذيب التي تطلق على العرب ووجود مواطنين أمريكيين يقفون في وجه هذه الأكاذيب، من المفترض أن نتعاون كعرب مع هذا النوع من الفنانين الباحثين عن الحقيقة، فيلم “المواطن” يدعو للتفاؤل ويشجع على تعاون الشرق مع الغرب والفائدة التي ستعود على الجميع بعد هذا التعاون بدلا من نشر الكراهية.

كلمنا أكثر عن شخصية “إبراهيم الجراح” التي قدمتها في فيلم “المواطن”؟

هو مواطن بسيط، ليس رجل أعمال ولا سياسي، شاب عربي لديه طموح، لبناني شهد الحرب الأهلية في لبنان ثم انتقل للكويت وقت غزو العراق للكويت، تجربة ثرية انعكست على شخصيته وتوضح مدى غرابة الوضع في الوطن العربي، الأمر يبدو وكأن الحكومات تحاول أن تطرد مواطنيها.

كيف كان رأي الجمهور والنقاد في دورك سواء في مصر أو في الخارج؟

كان جيدا جدا، لم أتوقع ما حدث في الإعلام الأمريكي، كنت أشعر بسعادة كبيرة عندما يتحدثون عني ويصفوني بالممثل المصري، هذه هويتي التي أفخر بها.

ما هو الفرق بين صناعة السينما في مصر والولايات المتحدة؟

في مصر صناعة السينما وغيرها من الصناعات تعتمد على الأفراد، على العكس في الولايات المتحدة يعتمدون على الفريق، الجميع يعمل على تحقيق وجهة نظر المخرج، لكن في مصر الممثلين لا يعملون سويا، بل في بعض الأحيان يعلمون ضد بعضهم البعض وأحيانا يتعاونون ضد وجهة نظر المخرج، هذه هي النجومية من وجهة نظرهم، ولا أعلم أصل الموضوع وكيف كانت بدايته، بالطبع هناك استثنائات، لكني أتحدث عن الأغلبية، يجب أن ننشر فكرة التعاون في العمل، نمتلك مواهب وكوادر رائعة في جميع المجالات، لكننا لم نتعلم أن نساعد بعضنا البعض، يجب أن نستوعب قيمة وأهمية فريق العمل، مساعدة الآخرين هي مساعدة لأنفسنا بالأساس.

هل كان طموحك الوصول للعالمية؟

في الواقع لم أفكر في الأمر في بداية مشواري، كنت أبحث عن الأدوار الجيدة المختلفة، هذا ما شغلني حينها، أنا أقدم للناس أداء مسلي وممتع، بالتأكيد العمل خارج مصر يساعد على تطوير الممثل ومهاراته، خبرة وتجربة مختلفة.

كيف كانت تجربة التمثيل مع نجوم عالميين بحجم شون بن وناعومي واتس وأورلاندو بلوم؟

كانت تجربة رائعة على الصعيد الشخصي والمهني، يحترمون بشدة فكرة فريق العمل، وأًصبحنا أنا وشون بن بعدها أصدقاء وزارني في مصر.

شاركت في حملة ضد التحرش، ما الذي دفعك لذلك؟

شعرت بالغضب والضيق الشديد من وجود مصر في المركز الثاني لأكثر البلاد التي تعاني من التحرش الجنسي، كنت بالخارج وقت إطلاق الحملة، وعند عودتي لمصر قابلت شاب في المطار وأخبرني أنه شعر بالخجل بسبب الحملة وأنه قرر التوقف عن أي أفعال تضايق النساء، شعرت وقتها بقيمة ما قدمت.

ما هي خططك المستقبلية، هل تهتم بالأفلام العالمية أم تبحث عن تقديم فيلم مصري؟

السؤال دائما ليس المكان الذي سأعمل به، السؤال هو ما الدور الذي سأقدمه، أنا أعمل من أجل تقديم دور مميز ومختلف، لا أهتم هل كان فيلم مصري أم عالمي، لا فارق بين “المهاجر” و”مملكة الجنة”، “المصير” و”المواطن”، “الديلر” و”لعبة عادلة” هي أدوار في أفلام يشاهدها جمهور، أهم شيء عندي هو أن يرضى هذا الجمهور ويستمتع، حاليا أعمل على كتابة فيلم وأمثل فيه وسيكون من إخراجي، ولكن أحتفظ بتفاصيله للحديث عنها في الوقت المناسب، كما أستعد لتقديم دور العالم المصري د. مصطفى محمود.

ما هو الدور الذي تحلم بتقديمه؟

دور الثائر الأرجنتيني “جيفارا”

تصوير: خالد فضة

ستايلست: مايسة عزب

مكياچ: مصطفى معوض

كوافير: عماد فاروق من صالون محمد الصغير

مساعد كوافير: بسمة المعداوي

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here