عدد مارس 2020

لا يحتاج الثنائي إلى التعريف، أحمد داوود هو النجم الموهوب الذي ظهر في عدد من أهم المسلسلات المصرية مثل “سجن النساء” و”جراند أوتيل” و”هذا المساء” و”وزي الشمس”، أما علا رشدي هي الممثلة والمنتجة الفنية المعروفة بحيويتها والتي ظهرت في عدد من المسلسلات والأفلام مثل “السلم والتعبان” ومسلسل “تامر وشوقية” كما أنها معروفة بتقديم محتوى شهير على الإنترنت باسم “وجهة ماذر”، حاليا يعد الثنائي من المشاهير في الوطن العربي ولديهم طفلين، جميلة والتي يطلقوا عليها “ميلة” ذات التسع أعوام وآدم ويطلقون عليه “دوزي” ذو الست أعوام.

قضى محمد هشام يوماً مميزاً مع العائلة وعرف الكثير عنهم وما يجعل هذه العائلة مميزة، بدأت علاقتي بعائلة داوود منذ عامين عندما اشتهر “الفلوج” الخاص بعلا رشدي “وجهة ماذر” وقمنا بتصوير علا وإجراء حوار معها ببيتها، أثناء جلسة التصوير اكتشفت أن علا ليست كغيرها من المشاهير، فهي صريحة إلى حد كبير وسوف تخبرك دائماً رأيها بكل أمانة وفي نفس الوقت هي كوميدية وخفيفة الظل إلى حد كبير، في هذه الجلسة لم يكن في المنزل سواها هي ودوزي الذي بدا خجولاً جداً، الآن في 2020 يمكنك أن ترى علا وأحمد في كل مكان يجذبون الانتباه في جميع الحفلات وخاصة على السجادة الحمراء بعفويتهم والانجذاب بينهم وأصبحوا مثل العائلة المرحة التي وقع الجميع في حبها.

ما زالت علا على نفس القدر من المرح والصراحة كما كانت منذ عامين ومازال دوزي خجولاً لكني قابلت أخته ميلة للمرة الأولى وسرعان ما اكتشفت أنها العنصر الأهم بالعائلة عندما قمنا بتوجيه العائلة إلى غرفة تغيير الملابس التي كتب عليها لافتة تقول “عاملين” قالت ميلة بكل تلقائية موجهة حديثها إلى علا “أنا لست عاملة لماذا أنا هنا” عرفت حينها أن العمل مع ميلة لن يكون سهلاً أبداً تقول علا مازحة أن ميلا في بعض الأحيان تتحول إلى شخصية “فيروكا سالت” من فيلم “تشارلي اند ذا شوكليت فاكتوري” بمقولتها الشهيرة “أبي أنا أريد هذا” بعد قليل أصبحت أنا وميلة أصدقاء لأن كلانا يحب برنامج “سام اند ذا كات” وعرفت أن من هواياتها السباحة والعزف على البيانو.

أما دوزي فقد حقق انجازات كبيرة رغم صغر سنه فهو يحب الرسم والكتابة، وهو عبقري في الرياضيات مما اضطر والدته أن تشتري له كتباً متقدمة في الرياضيات عندما كان عمره مجرد خمس أعوام، لأنه كان تجاوز ما يدرسه في الحضانة.

عندما ترى أحمد وعلا مع أولادهما من الصعب أن تصدق أنهما نفس الثنائي الذي يجذب الانتباه على السجادة الحمراء فهم يتعاملون بمنتهى البساطة والتواضع كأي أب وأم عاديين.

عندما سألت ميلا ماذا تريد أن تصبح في المستقبل أخبرتني أنها تريد أن تصبح خبازة أو عازفة بيانو أو ممثلة فردت علا ضاحكة “ربما في هوليوود وليس هنا” وعند استغراب ميلا لإجابة والدتها، ردت علا “سوف تعرفين عندما تكبرين” مشيرة إلى صعوبة مجال التمثيل هنا ولكنها أكدت لي أنها ستدعم أولادها في ما يريدوا أن يصبحوا أيا كان.

كأبويين علا وأحمد يجمعون بين المعاصرة والكلاسيكية؛ فهم يعرفون كيف يستمتعون بوقتهم كأسرة ولكن يحافظون على وجود قواعد صارمة، تقول علا “الأمر يختلف يوميا ولكن بالتأكيد أنا الأكثر صرامة ولا أحب ذلك كثيراً في شخصية أحمد فهو صبور حتى عندما يكون غاضباً ويعرف كيف يتعامل مع الأولاد عندما يكونوا غاضبين”

“يقاطعها أحمد قائلاً أقدر جداً أن علا متداخلة بشكل مباشر في كل شئون الأولاد ودراستهم وهي مسئولية كبيرة، لذا عندما تفقد أعصابها في بعض الأحيان أستطيع تفهم ذلك فهو أمر طبيعي بعد يوماً طويلا، فهي تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية ” هنا تدخل ميلة قائلة ” كلاهما صارم أمي مسؤولة عن الدراسة ولكن أبي يساعدنا في دراسة اللغة العربية فأمي لا تجيدها إطلاقاً”

رغم تحديات الأبوة لن تتغير طبيعة شخصية علا وأحمد المرحة المحبة للحياة لكنهم يعترفون أن وجود أولاد يحد من الحرية والقدرة على الاستمتاع بحياتهم كثنائي كما كانوا قبل ذلك. يقول أحمد “الأبوة تغيرك كثيراً حيث تختلف أولوياتك في الحياة وتبدأ في الانتباه لأشياء لم تكن تلتفت لها من قبل من أجل الأولاد”

تضيف علا “وجود ميلا ودوزي علمني أن أكون أكثر صبرا، لم يغير وجود الأولاد من اختياراتي للأدوار التي أقدمها ولكنه أضاف لي الكثير من الخبرة الحياتية، مثل أي ولي أمر تتعلم الكثير من الأشياء مما يساعدك كثيرا في التعبير عن المشاعر عندما تؤدي أي دور”

هنا تقاطعها ميلة قائلة ” أمي تبكي كثيرا حتى عندما أتشاجر مع أحد أصدقائي تبدأ في البكاء”

يعترف علا وأحمد أنهما دائما ما يحاولا تحقيق التوازن بين حياتهما الخاصة والعملية يقول أحمد “هو شيئاً صعبا بالطبع ولكن بدأ الأولاد في فهم طبيعة عملنا خاصة عندما يروننا على شاشة التلفزيون أو على اللافتات الإعلانية، وفي بعض الأحيان نأخذهما معنا إلى مواقع التصوير عندما لا يكون جدول الأعمال مزدحم، ونحاول تعويضهما بقضاء أكثر وقت ممكن معهما وغالبا ما نسافر كأسرة بعد انتهاء موسم رمضان وأثناء إجازتهما الصيفية”

يدرك علا وأحمد خطورة أن يصبح الأطفال مدللين عندما يكونوا من أبناء المشاهير تقول علا “نحاول أن نعرفهما ما يحدث في العالم من حولهما ليقدرا ما لديهما من النعم، نقوم بالكثير من الأعمال الخيرية سويا ونصطحبهما لزيارة الملاهي ليصبحوا أكثر تعاطفا مع الآخرين ويعرفا أنهما لا يجب أن يضمنا بقاء أي شيء، كما نحرص على تعليمهما أهمية الاقتصاد وذلك عن طريق منحهم مصروفاً ثابتا” يضيف أحمد قائلاً “نحاول ألا نعرضهما كثيراً لفكرة الشهرة فهذا اللقاء والتصوير شئ خاص جدا لا نفعله كثيرا حتى لا يعتادا ذلك بالطبع نريدهم أن يعرفا طبيعة عملنا ولكننا لا نريدهما أن يعتقدا أن الشهرة جزء أساسي من الحياة، سوف نترك الأمر لهما حين يكبرا ليقررا إذا كانا يريدا أن يكونا معروفين أو يفضلا العيش في خصوصية”

مع احتفالهما بمرور عشر سنين على زواجهما هذا العام يؤمن كلا من أحمد وعلا، بأهمية وجود وقت خاص لهما سويا كثنائي دون الأولاد تقول علا “نحرص على أخذ إجازة قصيرة كثنائي بين الحين والآخر وهو أمر صحي لعلاقتنا، يكون هدفي أغلب الوقت خلال رحلات العمل أو مهرجانات الأفلام ولكننا نستطيع قضاء بعض الوقت سويا”

أما عما يحمله المستقبل لهذه الأسرة فأحمد حالياً يقوم بتقديم دور في فيلم رعب بعنوان يوم ١٣ وهو من كتابة وإخراج وإنتاج وائل عبدالله ويشاركه البطولة دينا الشربيني وشريف منير وأروى جودة وأحمد زكي وهو أول فيلم في الشرق الأوسط يتم تصويره بتقنية التصوير ثلاثي الأبعاد ومن المتوقع أن يتم اطلاقه قريباً.

أما علا فتظهر في مسلسلين في رمضان هذا العام الأول باسم “١٠٠ وش” من إخراج كاملة أبو زكري وبطولة نيللي كريم وآسر ياسين والثاني مع النجمة ياسمين عبد العزيز، كما تعمل على إعداد الموسم الثالث من “وجهة ماذر” الذي تعتز به كثيرا، تقول علا “إمكانية الأولاد للعودة لمشاهدة طفولتهم مسجلة في “وجهة ماذر” شيئا مميزا، كما يعني لي الكثير أن البرنامج ساعد الكثير من أولياء الأمور في شئون التربية”

ومع اقتراب عيد الأم تنوي الأسرة قضاء هذا اليوم كما يفعلون كل سنة مع جداتهم يقول أحمد “نحتفل بعيد الأم بزيارة والداتنا علا مازالت أم صغيرة لا نحتفل بها بعد” تقاطعه علا قائلة “لكن الأولاد دائما ما يقدما لي شيئا مميزا في عيد الأم كشراء هدية أو تقديم رسمة”

أما ميلة فهي متحمسة جدا إلى رحلتها المدرسية والتي ستحتفل خلالها بعيد ميلادها مع زملائها بينما سيستمر دوزي في تنمية مهاراته في الرياضيات.

تصوير: بتول الداوي

ستايلينج: إنجي نكلاوي

موقع التصوير: مارينا هووم انتريورز

مكياج: كاكو عبد النور

كوافير: توا بيوتي صالون