عدد سبتمبر 2020
ليست مبالغة إذا تم وصف تامر حسني بأنه علامة بارزة في جيله ويعبر عن شريحة كبيرة من الجمهور، سواء بأغنياته الناجحة أو بأفلامه صاحبة الإيرادات العالية، لم يمكن إنكار بصمة تامر حسني على صناعة الموسيقى والسينما، وليست بصمة وليدة نجاح واحد أو نجاحين، بل بصمة مستمرة لأكثر من 20 عام.
هذا العام قدم تامر حسني أغنية بالاشتراك مع محمود العسيلي وفي نفس الوقت يعمل على فيلمه الجديد “مش أنا” وكذلك كان الوجه الإعلاني لمجموعة “زد” العقارية، وباء كورونا الذي عطل مسيرة الكثير من النجوم حول العالم، لم يستطع تعطيل تامر حسني.
حاورت ياسمين شحاتة الفنان تامر حسني باستخدام تطبيق “زووم” لمعرفة مشاريعه المستقبلية التي كان أهمها مشروع يجمع بينه وبين زوجته.
كيف استطعت العمل على كل تلك المشاريع في الفترة التي يصفها البعض بالراحة الإجبارية بسبب وباء كورونا؟
أنا لا أعرف الراحة، أعمل بشكل مستمر في مختلف الظروف على مشاريع متعددة، قد أختفي قليلا في بعض الوقت لكن هذا الاختفاء لا يعني أني لا أعمل على شيء جديد أو أخطط لعودة في توقيت مناسب.
أيهما حاز على القدر الأكبر من تركيزك الفيلم الجديد أم الأغنية؟
لا أستطيع أن أقول إن تركيزي ينصب في شيء على حساب شيء، جميع مشاريعي أشعر أمامها برهبة المبتدئين وأركز بشدة وأغرق في كافة التفاصيل للوصول للنتيجة المتوقعة، لكن بالتأكيد الفيلم أصعب من الأغنية، عندما يشاهده الجمهور سيفهم ما أعنيه، صعب على مستوى الإعداد وكذلك على مستوى التنفيذ.
أغنية اختراع كانت ذات طبيعة خاصة، لأنها بمشاركة زميل عزيز وصديق مقرب، أتت لي الفكرة وسألت محمود العسيلي إذا كان يرغب المشاركة أم لا، وافق على الفكرة وعلى رؤيتي، وهو أمر ليس هين، محمود العسيلي نجم كبير وله حساباته الخاصة، لكن في النهاية اتفقنا وخرج العمل للنور، وبهذه المناسبة أحب أن أهنيه على نجاح الأغنية.
هل يمكنا تكلمنا أكثر عن فيلمك القادم الذي يبدو أنه يختلف كثيرا عن أفلامك السابقة؟
الفيلم من إخراج سارة وفيق وقصتي، ومونتاج عمرو عاكف، هذا الفيلم هو أول أفلام سارة لكنها استطاعت إبهار طاقم العمل بشكل مفاجئ كذلك المونتاج عند الحديث عن عمرو فنحن نتحدث عن مونتير عالمي، لا أستطيع الحديث عن الفيلم أكثر من ذلك، لكني متشوق جدا لعرضه ومعرفة رأي الجمهور.
متى سيتم عرض الفيلم؟
الظروف الحالية هي التي تتحكم في وقت عرضه، أنا مستمر في عملي سواء على الفيلم أو الألبوم، لكن في النهاية الأمر متوقف على انفراج الأزمة التي نعيشها، لا أريد طرح الفيلم على منصة إلكترونية، أريد أن يشاهده الجمهور في السينما، أتمنى أن تعود الحياة لطبيعتها قريبا.
بعد 20 عام من النجاح المتواصل ما هو تقييمك لرحلتك الفنية؟
كانت رحلة مميزة بذلت فيها مجهود كبير وبها الكثير من المحطات الهامة، عندما أنظر إلى تلك الأعوام لا أشعر بالراحة بل على العكس أشعر بأني أريد المزيد، وهو ما يتطلب مني الكثير من العمل والكثير من الاطلاع على كافات الثقافات الفنية سواء على مستوى الموسيقى أو الأفلام، خاصة أنني أضع أمام عيني الشريحة الكبيرة من الجمهور التي تحبني وتضع ثقتها بي، لكن هذا لا يعني أن أفكر في الخطوات الأمنة فقط، بل يجب أن يكون هناك قدر من المخاطرة وهو ما يضعني تحت ضغط طوال الوقت.
إذا عاد بيك الزمن إلى الخلف، ما الذي ستغيره في مسيرتك؟
هناك بعض الخطوات التي لا أرضى عنها تماما، لكن في نفس الوقت تلك الخطوات تحديدا هي التي دفعتني للعمل بشكل أفضل، الأخطاء التي نرتكبها في الماضي هي التي تصنع مستقبلنا، بشكل أوضح أنا لا أريد العودة بالزمن إلى الخلف، النتيجة التي وصلت إليها اليوم هي رحلتي بنجاحاتها واخفاقاتها.
كيف تنظم وقتك بين العمل والتفاعل مع معجبيك، وكيف لم تغيرك الشهرة؟
اتفقت مع نفسي من البداية ألا أتغير، كنت شاب مصري عادي له أحلام كبيرة، ودعوت الله وسعيت لتحقيقها، كنت أريد أن أعبر عن الشباب والشابات وسعيت للنجاح لكي أصبح صوت الناس، دائما ما أريد أن أعيش وسط الناس لأفهم أحلامهم ومخاوفهم، أحب جدا التواصل مع جمهوري حتى أفهم ما يفكرون فيه وما يريدونه، لا أريد أن أعيش في جزيرة منعزلة عن الجميع، تربيت على التواضع ومعاملة الناس باحترام هكذا علمتني أمي، وهكذا كنت قبل الشهرة، وهكذا سأبقى حتى نهاية عمري.
ما هي طبيعة التعاون الذي يجمعك بزوجتك بسمة بوسيل وهل هناك دور لك في خط الأزياء الخاص بها؟
بسمة أقرب شخص لي وأؤمن بها وبموهبتها، أتت لها فكرة خط الأزياء ودعمتها فيها بشدة، فهي تحمل شغف شديد تجاه الأزياء، تعمل بجد وأتوقع لها النجاح المبهر.
كيف تحافظ على التوازن بين حياتك الشخصية والعملية؟
عندما تزوجت وأنجبت تغيرت طريقتي في العمل، الستوديو الخاص بي في المنزل، أعمل من المنزل كثيرا حتى أصبح قريب من عائلتي، أستطيع فهمهم من نظرة واحدة وأشعر بكل ما يمرون به، أنا بطبعي أحب المنزل ولا أحب الخروج كثيرا، أحترم الوقت ولا أحب تضيعه في أشياء غير مفيدة، لدي الكثير من الأهداف والأحلام التي تحتاج لكثير من الوقت لتحقيقها، لذلك أحاول استغلال كل دقيقة في حياتي لصالح عملي وأسرتي.
ما هي مقومات الزواج الناجح من وجهة نظرك؟
لا توجد علاقة بلا مشاكل وخلافات، الوقت والرغبة في الاستمرار والوضوح والتواصل كلها أشياء تساعد في استمرارية العلاقة.
ما الذي شجعك على أن تصبح الواجهة الإعلانية لمجوعة “زد” العقارية وتقديم حملتهم SPARK Happiness
بعد الاجتماع بالمهندس نجيب ساويرس وعرض فكرة الإعلان وافقت فورا، الإعلان يخاطب جميع الفئات، كذلك زرت موقع العمل قبل التنفيذ وشعرت بأني أريد أن أكون جزء من هذا المشروع العملاق، أما بالنسبة للأغنية فقد عرضها عليها الملحن محمد رحيم من فترة وكنت انتهيت من العمل عليها قبل عرض فكرة الإعلان وكنت أحبها جدا، وعندما عرضتها على مجموعة “زد” شاركوني نفس الشعور وأحبوها كثيرا وهو ما أسعدني لأني عملت على هذه الأغنية كثيرا.
ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب الباحثين عن النجاح في حياتهم الشخصية والعملية؟
هناك أمران يجب التفريق بينهما في هذا الجيل، الجميع يبحث عن النجاح السريع والتأثير القوي، البعض يقدم أعمال رائعة وبها كثير من الإبداع وتحمل فكرة جديدة، هؤلاء أدعمهم وأحييهم بشدة، البعض يرى أن الشهرة هي النجاح وهو أمر خاطئ تماما، الشهرة قد تصل إليها بتقديم أعمال غير لائقة، ليس ذلك النجاح الذي يجب أن يسعى إليه هذا الجيل، تلك الشهرة مؤقتة وستزول سريعا، أنصح هذا الجيل بالتفكير جيدا في قيمة ما يقدمونه، تلك الفترة مخادعة وتكاد تكون مدمرة يتعلق الشباب صغير السن بأفكار غير لائقة، نصيحتي هي التفكير جيدا قبل نشر أي شيء ليست كل الأعمال تستحق المشاركة والنشر، أتفهم ما يمرون به كنت يوما ما في نفس العمر وأسعى خلف النجاح والشهرة بكافة الطرق، لكن الآن أفكر كثيرا قبل طرح أي فكرة على منصاتي المختلفة.
بعد كل ما وصلت إليه الآن هل مازال لديك أحلام تسعى إليها؟
حلمي الأكبر أن يذكرني التاريخ بأني شخص استطاع التعبير عن المصريين في مختلف حالتهم النفسية، سواء كانت سلبية أو إيجابية عن طريق أغنياتي وأفلامي، كذلك ينطبق الأمر على الوطن العربي كله، أتمنى أن يتأثر بي الوطن العربي بأكمله بشكل إيجابي، أتمنى أن تصل رسالتي للعالم كله وهذا ما يدفعني للتعاون مع فنانين عالميين، لم أفعل ذلك من أجل الشهرة أو بحثا عن مكاسب مادية، فقط كنت أحاول توسيع القاعدة الجماهيرية التي تتأثر بي، عندما تعاونت “سنوب دووج” و”إيكون” و”جيسون ديرلو” وجميعهم حاولوا الغناء باللغة العربية، طوال الوقت نتأثر بالثقافات الغربية، آن الآوان أن يحدث العكس ويتأثروا بنا وبثقافتنا، أريد أن أوجه العنصرية في الغرب بفني.
هذا على مستوى الموسيقى وعلى مستوى السينما ما هي أحلامك؟
أحلم بترشح فيلمي القادم “مش أنا” لجوائز الأوسكار، أحاول إظهار بلدي بشكل إيجابي في أفلامي، كما فعلت في أغنياتي، مثلما فعلت في أغنيتي الأخيرة “اختراع” التي أخرجتها بنفسي.
ما الذي دفعك لإخراج أغنيتك الأخيرة؟
أحب الفن بكافة فروعه وأشكاله منذ طفولتي، وأحب دائما تعلم أشياء جديدة والغرق في تفاصيلها، وفي السنوات الماضية ساعدت الكثير من المخرجين وأعطيتهم الفرصة الأولى، وهو ما دفعني إلى التفكير في إعطاء تلك الفرصة لنفسي، محمود العسيلي واحد من أقرب أصدقائي منذ وقت طويل، التعاون معه كان سهل وبسيط وممتع، بالإضافة إلى فريق العمل الذي عمل كثيرا حتى تكون النتيجة النهائية جيدة، كل هذا ساعدني على إخراج عملي الأول بشكل جيد، لا أهتم بعدد المشاهدات ما أهتم به ما شعر به الناس بعد مشاهدة الفيديو كليب وسماع الأغنية، وفي الفترة القادمة سأسلط الضوء على عدد من المواهب التي تشق طريق النجومية وتخطو خطواتها الفنية الأولى.